كوش بين النبوة والتفكيك: مروي، سد النهضة، وتهويد وادي النيل

اليوم، تتقدم ميليشيا الدعم السريع نحو هذه المناطق، مهددة ليس فقط سد مروي، بل أيضًا رمزية كوش القديمة. ويُعد هذا التهديد جزءًا من مشروع واسع لتفكيكها

كوش النوبية

المقدمة

في عمق إفريقيا، وعلى ضفاف نهر النيل، تقف أرض كوش التاريخية—التي تشمل اليوم أجزاءً من السودان، جنوب السودان، وإثيوبيا—في مهب رياح دينية وسياسية عاتية. ما يجري في مروي، سد النهضة، الحرب في السودان، وانفصال الجنوب، ليس مجرد أحداث سياسية عابرة، بل يبدو وكأنه تنفيذ ممنهج لنبوات توراتية يُعاد تفعيلها اليوم ضمن مشروع صهيوني-ديني-جيوسياسي لإعادة تشكيل وادي النيل.

كوش في النبوة التوراتية

ذكرت كوش في العهد القديم عشرات المرات، بوصفها:

  • أمة قوية وطويلة القامة (إشعياء 18)
  • شريكة في الدينونة مع مصر (حزقيال 30)
  • مقدمة قرابين إلى صهيون (صفنيا 3، مزمور 68)

لكن اللافت أن كوش تُوصف في البداية كعدو أو متمرد، ثم في النهاية كمخضَعة وخادمة للمعبد في أورشليم. هذه الثنائية بين السقوط ثم الخضوع تُشكّل أساس العقيدة الصهيونية المتشددة تجاه إفريقيا ووادي النيل.

مروي، نبتة، كبوشية… قلب كوش المهدد

📍 الموقع:

تقع هذه المدن في شمال السودان على ضفاف النيل، وهي مركز المملكة الكوشية القديمة، حيث حكم الملوك الكوشيون مصر في الأسرة الخامسة والعشرين.

⚠️ الوضع الحالي:

اليوم، تتقدم ميليشيا الدعم السريع نحو هذه المناطق، مهددة ليس فقط سد مروي، بل أيضًا رمزية كوش القديمة. ويُعد هذا التهديد جزءًا من مشروع واسع لتفكيك السودان وتدمير رموزه التاريخية.

جنوب السودان – الدينكا والنبوءة

في إشعياء 18، توصف كوش بأنها أمة طويلة القامة ترسل رسلًا عبر النيل، ما يطابق شعوب الدينكا، النوير، الشلك.

بعد انفصال 2011، أصبح جنوب السودان مرتعًا للكنائس الإنجيلية الصهيونية، ضمن خطة تهويد رمزي للقارة الإفريقية.

إثيوبيا وسد النهضة – السيطرة من المنبع

إثيوبيا اليوم تُمثل منبع النيل الأزرق، وتستخدم سد النهضة كأداة ضغط على مصر والسودان، بدعم مباشر من قوى دولية تسعى لإعادة رسم خريطة السيطرة المائية والسياسية.

مصر – الهدف المائي والرمزي

إشعياء 19 يصوّر مصر في حالة جفاف وانهيار داخلي. اليوم، تواجه مصر تحديات:

  • انخفاض مياه النيل
  • فقدان السيطرة جنوبًا
  • ضغوط دولية لتقبل التغيير

كل ذلك يُفسَّر في الخطاب الديني الصهيوني المتشدد على أنه تحقيق للنبوة.

أدوات المشروع الحديث

  • سد النهضة: خنق مصر والسودان
  • الدعم السريع: تدمير مروي وكبوشية
  • الكنائس الإنجيلية: تهويد رمزي لشعوب الجنوب
  • التطبيع: خضوع سياسي للكيان
  • الإعلام الغربي: تغطية على التدمير

الخاتمة: هل نحن في أيام كوش الأخيرة؟

ليست هذه حربًا عشوائية في السودان، ولا صراعًا تقنيًا حول المياه. إنه مشروع طويل لتطبيق نبوءات قديمة على الواقع الحديث، بإزالة رموز الهوية الكوشية، وإخضاع إفريقيا لمركزية صهيونية توراتية.

والسؤال الأهم:

هل نعي ما يُفعل بنا؟ أم سنصحو بعد أن يُستكمل "خضوع كوش" لأورشليم دينيًا وسياسيًا ومائيًا؟

✊ توصيات

  • إحياء الوعي بهوية كوش ومروي ونبتة
  • إنتاج رواية فكرية مضادة لمشروع التهويد الرمزي
  • ربط الهوية الدينية والسياسية بالنيل وإفريقيا
  • رفض خريطة النبوة كخطة واقعية تُفرض علينا

#كوش #مروي #سد_النهضة #الدعم_السريع #الصهيونية_الدينية #وادي_النيل #إشعياء #العهد_القديم #السودان #مصر #إثيوبيا #جنوب_السودان

إرسال تعليق