وفاة المستشار شعبان الشامي: قاضى الإعدامات يترجل بعد مسيرة قضائية مثيرة للجدل

شارك الشامي في عدد من التحقيقات الكبرى، منها: أحداث انتفاضة الخبز عام 1977. قضية الفتنة الطائفية بمنطقة الزاوية الحمراء عام 1981.

المستشار شعبان الشامي

توفي صباح الأحد 11 مايو 2025، المستشار شعبان الشامي، رئيس محكمة جنايات القاهرة السابق، عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. وقد شُيعت جنازته بعد صلاة العصر من مسجد فاطمة الشربتلي بمنطقة التجمع الخامس وسط حضور عدد من رموز القضاء وزملائه السابقين.

مسيرة قضائية حافلة

يُعد المستشار الشامي أحد أبرز الوجوه القضائية في مصر خلال العقدين الماضيين، حيث تخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1975، وعُين في النيابة العامة عام 1976، قبل أن يتدرج في السلك القضائي حتى أصبح مستشارًا بمحاكم الاستئناف، ثم قاضيًا بمحكمة جنايات القاهرة بداية من عام 2002.

قاضي القضايا السياسية

ارتبط اسم الشامي بأحكام بارزة ومثيرة للجدل، أهمها:

  • قضية اقتحام السجون: والتي حُكم فيها على الرئيس الأسبق محمد مرسي وآخرين بالإعدام قبل أن يُلغى الحكم لاحقًا.
  • قضية التخابر مع حماس: وهي من القضايا التي أثارت جدلاً سياسيًا داخليًا وخارجيًا.
  • قضايا أخرى مثل "تنظيم أنصار بيت المقدس"، و"كتائب حلوان"، التي أصدر فيها أيضًا أحكامًا مشددة بالإعدام والسجن المؤبد.

نال الشامي لقب "قاضي الإعدامات" بسبب كثرة أحكام الإعدام التي أصدرها في قضايا الإرهاب، بينما رآه البعض قاضيًا صارمًا يطبق القانون بحيادية.

شخصية متزنة بين الحزم والإنسانية

رغم صرامته، عُرف عن المستشار الشامي حسه الإنساني وظرفه في إدارة الجلسات، حيث كان يُضفي جوًا من الطمأنينة داخل قاعات المحكمة. وكان يحظى باحترام كبير من المحامين لقدرته على حفظ التوازن بين هيبة المحكمة وحقوق الدفاع.

مشاركته في التحقيقات التاريخية

شارك الشامي في عدد من التحقيقات الكبرى، منها:

  • أحداث انتفاضة الخبز عام 1977.
  • قضية الفتنة الطائفية بمنطقة الزاوية الحمراء عام 1981.

تكريم ووداع

رثاه عدد من زملائه القضاة ورموز القانون المصري، ونعته وزارة العدل ونقابة المحامين، مؤكدين أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للقضاء المصري.

إرث مثير للجدل

يبقى اسم المستشار الشامي محفورًا في ذاكرة المصريين كأحد أكثر القضاة تأثيرًا في مرحلة ما بعد الثورة. وبين من يراه حاميًا للدولة ومن ينتقده لتشدده، يبقى إرثه محل نقاش طويل في الأوساط القضائية والسياسية.

خاتمة

رحل المستشار شعبان الشامي بعد مسيرة طويلة في ساحة العدالة، تاركًا خلفه إرثًا مثيرًا ومحطات فارقة في تاريخ القضاء المصري.


إرسال تعليق