بعد أكثر من سبعة عقود على التقسيم، يعود النزاع بين الهند وباكستان إلى الواجهة، مع تصعيد خطير في إقليم كشمير يهدد بانزلاق المنطقة إلى مواجهة نووية.
من التقسيم إلى التصعيد: جذور الصراع
بدأ النزاع في عام 1947 مع تقسيم الهند البريطانية، حيث انقسمت شبه القارة إلى دولتين: الهند وباكستان. أدى هذا التقسيم إلى نزوح جماعي وصراعات دموية، وكان إقليم كشمير، ذو الأغلبية المسلمة، محورًا رئيسيًا للخلاف. انضمت كشمير إلى الهند، مما أشعل أولى الحروب بين البلدين.
شهدت العقود التالية ثلاث حروب رئيسية (1947، 1965، 1971) ونزاع كارجيل في 1999، مع استمرار التوترات والاشتباكات المتقطعة.
كشمير: القلب النابض للنزاع
تعتبر كشمير محور النزاع بين الهند وباكستان، حيث تطالب باكستان بحق تقرير المصير لسكان الإقليم، بينما تعتبره الهند جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
في أغسطس 2019، ألغت الهند الحكم الذاتي الدستوري لكشمير، مما أثار احتجاجات واسعة وغضبًا دوليًا.
تصعيد 2025: من هجوم بهلغام إلى "عملية سندور"
في 23 أبريل 2025، وقع هجوم دموي في بلدة بهلغام بإقليم كشمير، أسفر عن مقتل 26 شخصًا، معظمهم من السياح الهنود. اتهمت الهند باكستان بالوقوف وراء الهجوم، وردت بإطلاق "عملية سندور"، حيث استهدفت تسعة مواقع داخل باكستان ومناطق خاضعة لسيطرتها، باستخدام صواريخ "سكالب" وقنابل "هامر" عبر مقاتلات رافال.
ردت باكستان بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على مواقع هندية، مما أدى إلى مقتل 15 مدنيًا في بلدة بونش.
وقف إطلاق نار هش بوساطة دولية
في 10 مايو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، بعد جهود وساطة أمريكية بمشاركة وزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس.
رغم الترحيب الدولي، تعرض الاتفاق لانتهاكات بعد ساعات من إعلانه، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة، مع استمرار القصف والاشتباكات على خط المراقبة.
ردود فعل دولية وتحذيرات من التصعيد
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من التصعيد، ودعت إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار. كما أعربت الصين والمملكة المتحدة عن قلقهما من تدهور الأوضاع، وحثتا الطرفين على الالتزام بالهدنة.
مستقبل النزاع: بين التهدئة والتصعيد
رغم الجهود الدولية، لا تزال الأوضاع في كشمير متوترة، مع خطر اندلاع مواجهة شاملة بين دولتين نوويتين. الاستقرار في المنطقة يتطلب حلاً سياسيًا دائمًا، يراعي تطلعات سكان كشمير ويضمن الأمن والسلام للمنطقة بأسرها.
خاتمة: هل السلام ممكن؟
يظل السؤال مطروحًا: هل يمكن للهند وباكستان تجاوز الماضي والتوصل إلى حل دائم للنزاع في كشمير؟ الطريق إلى السلام يتطلب شجاعة سياسية، وتنازلات متبادلة، وإرادة حقيقية لتحقيق الاستقرار في جنوب آسيا.