مقدمة
في ظل التحولات السياسية العميقة التي يشهدها السودان، أعلن مجلس السيادة السوداني في مايو 2025 عن تعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيسًا جديدًا لمجلس الوزراء. جاء هذا التعيين في وقت بالغ الحساسية، حيث تتعقد الملفات الأمنية والاقتصادية، ويتعاظم البحث عن شخصية توافقية ذات كفاءة دولية ومصداقية وطنية، وهو ما يتجلى في السيرة الحافلة للدكتور إدريس.
من هو الدكتور كامل الطيب إدريس؟
ولد الدكتور كامل في 26 أغسطس 1954 بمدينة أم درمان، وينحدر من قرية الزورات شمال دنقلا، وينتمي إلى أصول نوبية. منذ سنواته الأولى، أبدى اهتمامًا متميزًا بالقانون والفكر، ما مهّد لمسيرة أكاديمية ومهنية عالمية لامعة.
المؤهلات الأكاديمية
- بكالوريوس في الفلسفة من جامعة القاهرة.
- ليسانس في الحقوق من جامعة الخرطوم.
- ماجستير في الشؤون الأفريقية من جامعة أوهايو الأمريكية.
- دكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية بجامعة جنيف.
- شهادات دكتوراه فخرية من عدة جامعات عالمية.
المسيرة المهنية والدولية
بدأ إدريس حياته المهنية في السلك الدبلوماسي السوداني، حيث شغل رتبة سفير. انضم في عام 1982 إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، وتولى منصب المدير العام للمنظمة بين 1997 و2008. كما شغل منصب أمين عام الاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (UPOV) وعضوية لجنة القانون الدولي بالأمم المتحدة.
النشاط الأكاديمي
- أستاذ الفلسفة والقضاء بجامعة القاهرة.
- أستاذ القانون الدولي بجامعة الخرطوم.
- أستاذ فخري للقانون في جامعة بكين.
- أستاذ في جامعة أوهايو.
مؤلفاته
- الملكية الفكرية: أداة فعّالة في النمو الاقتصادي
- تحسين أوضاع الأمم المتحدة في الألفية الجديدة
- مسؤولية الدولة في القانون الدولي
- التحكيم منظور لإقامة العدل
- النظام القانوني لنهر النيل
الجوائز والتكريمات
- وسام الاستحقاق الوطني من كوت ديفوار
- وسام النسر الأزتيكي من المكسيك
- وسام النيلين من السودان
- وسام عمان من السلطان قابوس بن سعيد
- جائزة فينيسيا للملكية الفكرية من إيطاليا
النشاط السياسي وتعيينه رئيسًا للوزراء
خاض الدكتور إدريس الانتخابات الرئاسية في السودان عام 2010 كمرشح مستقل. وفي مايو 2025، تم تعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء في السودان من قبل مجلس السيادة، في خطوة اعتُبرت بداية لمرحلة تكنوقراطية جديدة تهدف إلى التهدئة السياسية وإصلاح مؤسسات الدولة.
تحديات المرحلة
- استعادة الاستقرار الأمني في ظل النزاع المسلح.
- تحقيق توافق سياسي شامل.
- إنعاش الاقتصاد الوطني.
- بناء مؤسسات انتقالية تمهيدًا لانتخابات حرة ونزيهة.
خاتمة
يمثّل الدكتور كامل إدريس نموذجًا نادرًا للجمع بين الخبرة الدولية الواسعة والهوية الوطنية الأصيلة. تعيينه رئيسًا للوزراء يبعث على الأمل في بداية مرحلة جديدة من الحكم الرشيد، ويعيد الأمل في الخروج من الأزمات العميقة التي تمر بها البلاد.
